وقفت على ضفة الرصيف أرقب عبور القطار...
لست اليوم من المسافرين ...
ولست من الذين ينتظرون إطلالة قريب ،، آت من بعيد ...
حملتني خطاي إلى هذا المكان ،،، في هذا الزمان ،، دون سابق استئذان ...
أسائل نفسي من جديد : " ما الذي أتى بك إلى ههنا عوض الإتجاه صوب المسجد القريب ؟؟ "
وتتجاذبني أسئلة شتى ،، وتنتصب أمام عيني مفارقات ومقاربات ...
المسافة بين محطة القطار وبين المسجد لا تتجاوز مئات الأمتار ...
وقبل أن أتراجع عن اتخاد أي قرار ،،،يقاطع تساؤلاتي مجيء القطار ،،، وصافرة القاطرة ،،، ويتيه التفكير
والبصر بين وفود المسافرين ..
لباسهم ،، محافظهم ،، جلابيبهم ،،
صغارهم وهم يمرحون في حث الخطى والتلويح بأياديهم البريئة ،،
وبين المارة عجوز احدودب منه الظهر ،، لايكاد يرى ما فوق رأسه ،،، وكأنه يبحث عن شيء ما في أرض
الله الواسعة ...
ولكنه يمشي بخطى متئدة إلى الأمام ،، رامقا بين الفينة والأخرى ،، مايدور بجانبيه ،،
حسبته متخوفا من شيء ما ... أو متوجسا من بعضهم خيفة ...
بقيت لمدة أرمقه حتى غاب بين الحشود البعيدة هنالك ...
قطار آخر يعود أدراجه من حيث أتى ...
يمر أمامي زاحفا إلى الأمام ،،، والقاطرة تجر المركبات ...
المركبات ملأى بحشود من الناس ،،،
والناس تواقون للوصول إلى مداهم في أقرب وقت ...
والوقت يسير كما شاء له الخالق ...
يذكرني هذا الزمن العابر بموعد اللقاء ...
هنا ،، في هذه الدنيا ،،،
أو هناك...
أعود إلى نفسي ... أحملق في التواءات الخطوط الحديدية ، المترامية على البسيطة ،، وعلى مد البصر ..
هذه دنيا ،،،
معبر ،،، نفق ،،، وسبيل...
كلها طرقات تحيلك إلى القادم الآتي ،، أو على الراحل البادي ...
وأقصر سبيل هي تلك التي تهديك إلى أفسح مجال هناك ،، في آخر الطريق ..
طريق الآخرة حيث زمن الإنتظار والترقب لأشياء منتظرة طالما حلمنا بالإستمتاع بها ،،،
أو طالما ارتعش الجسد منا بمجرد التفكير في مجابهتها ..
جنة ؟؟؟
أم نار ؟؟؟
أفقت من سباتي .. ولجت واقع حياتي ...
هكذا وجدتني أحاسب نفسي على مجرد وقوفي هنا ... في محطة القطار ...
الحمد لله أنني جلبت من وقوفي فائدة ترجى ..
الحمد لله أنني أفكر في لحظة العبور ...عند مفترق الطرقات ..
لهيب النار ؟؟؟
أم نعيم الجنات ..؟؟؟.
رحماك بي ربي يوم الوقوف ،،، في انتظار لحظة النداء ...
فلان بن فلانة ؟؟؟
أحس الآن بنبضات في القلب ...
ليثها تكون نبضات الأمل والرجاء،،، في مغـفـرة الملك الديان ...
غفرانك ربي ...غفرانك .